الرئيسية »
لماذا لن تستطيع التوقف عن لعب الطرنيب
أذكر قبل عدة أعوام – ربما ثلاثة أو أربعة – تلك الليلة التي قضيتها مع ثلاثة من “المطرنبين”. كانت ليلة شتاء باردة، وكنا نحن الأربعة في منزل أحد منا. ونظرًا إلى تأخر الوقت، لم يكن بوسعنا المغادرة. كانت تلك الليلة هي اللية التي تعلّمت فيها ما لم أكن أتوقع أن أتعلمه، في الحقيقة، كنت لا أزال حينها غرًّا جاهلًا لم يتعامل يومًا مع أوراق اللعب في حياته. ولن أكذب عليك وأحاول أن أخفي الحقيقة بأن أقول أنني اهتممت بالأمر آنذاك. لا، فلم أكن مهتمًّا ولا بمقدار ذرة. وكما يقول المثل: الإنسان عدو ما يجهل، لكن أنا أقول: إن ما يجهله الإنسان، قد خسر الاستمتاع به في حياته. فلو كنت يا عزيزي القارئ إنسانًا جاهلًا بعلم وفنّ الطرنيب، فستفوّت على نفسك أمتع لحظات حياتك.
لنعد إلى القصة. تعلمت في تلك الليلة قواعد الطرنيب، ولعبت مع المطرنبين الثلاثة حتى أشرقت الشمس علينا واستهزأت منا لقضائنا الليل بطوله نلعب جولة تلو الأخرى (تذكّر أن الشمس جاهلة بالطرنيب، فلا تعرف قيمته ولا متعته). لم أتوقف عن اللعب… بل لم أكن قادرًا على التوقف عن اللعب. فعلى الرغم من خسارتي مرة تلو الأخرى، وعلى الرغم من ضحكات خصومي وصراخ شركائي (فكنا نبدّل الفريقين كثيرًا لدرجة أنني لم أعد أميّز بين صيحات شريكي وقهقهة خصمي)، لكنني لم أكن قادرًا على إيقاف يديّ عن توزيع الورق لأعلن بدء لعبة جديدة.
والآن سأقصّ عليك أهم سببين (أو ثلاثة، ستفهم لاحقًا) ستجعلك تلتهم لعبة الطرنيب كما لو كنت تلتهم صحنًا ضخمًا من الكبسة. لكن لنكن واضحين مع بعضنا، فإن كنت ستقرأ الأسباب التالية وتفكّر فيها لبعض الوقت، فاعلم أنك مبتدئ. أما إن كنت ستقرأها وتضحك مع نفسك لأنك تعرف تمامًا عما أتحدث، فاعلم أنك لاعب محترف.
قبل ان نبدا, حمل لعبة VIP جلسات مجاناً والعب اون لاين مع أقوى وأفخم اللاعبين في الوطن العربي، دردش، ارسل الهدايا لأصدقائك وتعرف على أصدقاء جدد من جميع أنحاء العالم في أكبر لعبة اجتماعية عربية الأولى من نوعها!
الحماس
ليس الحماس بشيء غريب على أحد. فما أن يقوم المرء بفعل فيه القليل أو الكثير من التحدي، وإذ بالغدة فوق الكلوية تفرز هرمون الأدرينالين لتمنح الجسم ما يحتاجه من الطاقة، فالأدرينالين هو هرمون القتال أو الهرب في النهاية. يثير الأدرينالين الحواس ويجعل استجابتها سريعة، وقد يسيطر على عقل المرء وأفكاره، فيدفعه إلى اقتراف تصرفات عصبية وغير مدروسة، مثل الصراخ والسباب والرغبة في تمزيق الخصم إربًا. لكن على الرغم من كل ذلك، إن الحماس ليس بأمر سلبي، فهو ما يجعل اللعبة مثيرة. فلو لم يكن الحماس موجودًا في كل جزء من اللعبة، لصارت اللعبة مملة لا تستحق اللعب.
حب الفوز وكراهية الخسارة
على الرغم من أن حب الفوز وكراهية الخسارة هما سببان مستقلان، إلا أنهما في الوقت نفسه مترابطان. فحبك للفوز يقتضي كرهك للخسارة. أما جماعة “لا ألعب من أجل الفوز ولا مشكلة في الخسارة” (وأفضّل تسميتهم بجماعة “البورنيج”)، فلا يمثّلون إلا اللاعبين الخاسرين الذين لا يلعبون بجدية. فلن يقول المنتصر – عند اللعب بجدية – مثل هذه الكلمات، ولن يقبل الخاسر بالخسارة أصلًا. فكما تعرف يا عزيزي القارئ، نشوة الفوز ستدفعك إلى الرغبة بالفوز أكثر، أما الخسارة، فستجعلك أكثر إصرارًا على الفوز. ولن يتوقف الأمر عند ذلك، فضحكات الفريق الفائز ستثير غيظ من خسر، وستجعل “الانتقام” غايته الوحيدة. وإن تغيّرت الحال وأصبح الفريق الخاسر هو المنتصر في اللعبة الثانية، سيطالب الفريق الخاسر (أي الفريق الذي انتصر أولًا) إعادة اللعب من جديد. وهكذا، لن تتوقف لا أنت ولا أصدقاؤك عن اللعب حتى طلوع الشمس، أو حتى ينام أحدكم من التعب.