الرئيسية » الفوائد الصحية لألعاب الورق

الفوائد الصحية لألعاب الورق

نعم، هذا هو عنوان هذه المقالة، صدّق أو لا تصدّق! لعب الورق له فوائد صحيّة لم أتوقعها حقًّا، فوجدت أن اللعبة تنطوي على ما هو أكثر من الشتم و”النعالات الطائرة”. سأذكر في هذه المقالة عدة فوائد صحيّة للعب الورق، كأثرها على الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف ستساهم في صعودنا على سطح القمر ونشر الصدق والعدالة والإخاء بين الناس وتقدّم البشرية بأكملها.

قبل ان نبدا, لا تنسى تحميل لعبة VIP جلسات المتوفرة في جميع متاجر التطبيقات.

الصحة النفسية

“هذا وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن ماديسون أن الذين يلعبون الورق، خاصة من كبار السن، يُتمتّعون بصحة نفسية أفضل من غيرهم، فهي تحافظ على رصانة العقل لما تتطلبه من تركيز وتفكير ومهارات عقلية عالية”. تخيّلوا أن ذلك صحيح مائة بالمائة، ففي هذه الدراسة درس لنا جميعًا. إذا كنت تقرأ هذه المقالة وتضحك مثل ضحكة الجوكر وتفكّر أفكارًا شريرة، أو إذا كنت تشعر أن مستوى ذكائك يتراجع (وتخاف أن تصبح مثل جحا)، عليك ببساطة أن تلعب الورق، فستشعر مباشرة بتحسّن وراحة، وربما بقليل من الذكاء، وخاصة إن لعبت VIP جلسات أو VIP بلوت، فجوها الحماسي المشجع سيعطيك جميع الفوائد بشكل مضاعف (كما أوردت دراسة أخرى غير موثوقة أجريناها في عام 2022).

آينشتاين وآرسطو

لدي نظرية خطيرة في التاريخ شعرت بذكاء هائل بعد أن استنبطها من قراءاتي وسهر الليالي. عند التحدث عن الذكاء، يجب أن نذكر اسم العالم الألماني آينشتاين، وعندما نتحدث عن المنطق يجب أن نذكر اسم العالم الإغريقي أرسطو. تقول نظريتي الخطيرة إن كلاً من آينشتاين وأرسطو كانا يلعبا الشدة، (أكيد مش أونلاين، لكن ربما عبر التطبيق)، وهو السبب وراء ذكائهما ومنطقهما الخارق. يُرجى الانتباه إلى أن هذه النظرية غير مثبتة بَعد وتتطلب المزيد من البحث من قبل علماء وفلاسفة حقيقيين. لكن بعيدًا عن هذا، أثبتت العديد من الدراسات أن لعب الورق يُساهم في رفع نسبة الذكاء وزيادة حجم مناطق معينة من الدماغ. وهذا ليس بعيدًا عن الواقع، فعادة ما تتطلب ألعاب الورق مقدارًا هائلاً من التفكير قبل رمي أي ورقة وبعد رمي أي ورقة، فعليك أن تعرف ما هي الورقة الأنسب التي عليك لعبها بناءً على عدد الأوراق التي تم لعبها من فئة معيّنة أو لون معيّن، إما من قِبل شريكك أو من قِبل خصمك، أو عليك أيضًا أن تفهم التلميحات التي يرسلها إليك شريكك، وتبقي عينيك مفتوحتين على خصميك لترى إن كان بينهما أي تلميحات وحركات سرية. فمثلاً، كنت ألعب التركس في إحدى المرّات مع أصدقائي، ولم يبقَ أي كروت ديمن مع شريكي وكان قد “دبّل” شايب الهاص. ومن أجل أن يُخبرني بأنه يريد منّي أن أرمي له كرت ديمن كي يتمكن من لعب الشايب، فعل شيئًا ذكيًّا؛ رمى لي كرت سبيت ثم نظر إلى بابتسامة خُبث. فهمت عليه ولعبت له ديمن وخصمينا المساكين لم يفهموا شيئاً حتى هذا اليوم. هذه حركة ذكية لأن السبيت هو في الواقع “هاص” لكن لونه أسود. ذكي أليس كذلك؟ شكرًا.

تركيز وذاكرة

أثناء لعب الطرنيب، حتى تكون لاعبًا ماهرًا وتتمكن من فوز أكبر قدر ممكن من الألعاب، عليك أن تُتقن فنّ “عدّ الأوراق”. فإذا طلبت 9 واخترت أن يكون الشريا هو الطرنيب، عليك أن تعُد جميع أوراق الشريا التي تُلعب حتى تعرف إذا لا يزال هناك طرانيب في أيادي خصميك أو شريكك. وفي المستويات المتقدمة، عليك أن تعد الألوان والأرقام التي لعبها شريكك وخصميك من كل فئة. هذا صعب، لكنه ليس مستحيلاً (وهذا شِعار حياتي). هذا دليل في الواقع على أن لعب الورق يتطلب تركيزًا عاليًا جدًا لتتمكن من عد الأوراق بالشكل الصحيح، ولذلك يعتبر الورق من الألعاب التي ترفع نسبة التركيز وتصقله. وهذا الأمر لا يفيدك أثناء اللعب فقط، بل في أمور خارج نطاق ألعاب الورق بأكملها، فتفيدك في الأمور التي تتطلب تركيزًا وجهدًا ذهنيًّا عاليًا. ومن الناحية الفعلية، من أجل أن تتمكن من عد الأوراق، ستحتاج إلى ذاكرة قويّة بالإضافة إلى التركيز، ولذلك يعد لعب الورق من أساليب نحت الذاكرة، فحتى تتمكن من عد أوراق الشريا التي لُعبت، عليك أن تركز ثم تحفظ. كما عليك أن تحفظ حركات الغش بينك وبين شريكك، فإذا دق على الطاولة فهذا يعني “العب هاص”، لكن إذا نسيت، فيا ويل ويليك.

الصبر

أردت ذكر هذه النقطة كجزء من النقطة السابقة (لذلك وضعت حرف الواو قبل كلمة صبر) لأنها هامّة للغاية. من أهم فوائد لعب الورق هي تعليمك الصبر، ثم الصبر، وخاصة عندما يقرر مهرج البلاط أن يجلس إلى جانبك أثناء اللعب أو عندما يكون شريكك أبله، أو حتى عندما تبدأ بتعلّم أي لعبة ورق، فأولها تكون معاناة، ووسطها معاناة لكن آخرها راحة و”شطارة”. عليك أن تتحلّى بصبر أيوب عند لعب الورق، ولا تيأس، فإذا كنت تلعب الهاند مثلاً، وظللت تسحب أوراقًا من الدكة ولا تحصل إلى على الرقم 2 طيلة الوقت، فانتظر واصبر لأن ما تريده قادم. إذن، لعب الورق يعلّمك الصبر والتأني، وكما قلنا، سيفيدك هذا في مواقف كثيرة في الحياة خارج إطار لعب الورق، كالتعامل مع الأغبياء الذين تصادفهم في الحياة، أو أثناء الدراسة والقراءة، وتذكّر أن الله مع الصابرين.

التأقلم مع الخسارة

من الدروس التي يُمكن تعلّمها من لعب الورق وتطبيقها في حياتك اليومية هي الخسارة. لن تتمكن من الفوز في كل لعبة ورق تشارك فيها، فستخسر مرة واثنتين وثلاث قبل أن تفوز، وهذه هي حقيقة الحياة التي نعيشها الآن، فمن أجل أن تربح، عليك أن تخسر مرارًا وتكرارًا، ولا تنسَ أن المجد لا يكون للبائسين وأصحاب النفوس الضعيفة.

يداك وعيناك

إحدى الفوائد التي يمكنك أن تصطادها من بحيرة لعب الورق هي رفع مستوى التنسيق بين اليدين والعينين. ولكي تفهم ما أقصد، عليك أن تتخيل هؤلاء الذين يعزفون على آلة البيانو أو العود أو الكمان. الأشخاص الذين يعزفون على هذه الآلات وآلات أخرى مثلها يجب أن يتحلوا بتنسيق كبير ودقيق بين أعينهم وأياديهم. فإن كنت تريد تعلّم الغيتار مثلاً، سيتوجب عليك في البداية أن تنظر إلى أين تضع يدك اليمنى ويدك اليسرى، وستبقى تفعل هذا لبعض الوقت، لكن مع المثابرة والإصرار والتدريب المستمر، ستجد أنك لست بحاجة إلى النظر إلى كل يد، بل يمكنك أن تقرأ النغمات من صفحة موسيقية والعزف في الوقت نفسه. وبالمثل، عند قيامك بعمل بسيط مثل توزيع الورق، أو ترتيبه بطريقة معيّنة كما في لعبة التركس أو وضعها في المكان الصحيح على الطاولة أو الأرض. وكغيرها من الأمور، يرتفع مستوى التنسيق مع التكرار، ما يُعد تدريبًا ذهنيًّا للدماغ كما أثبتت دراسة نشرتها “توتش نيورولوجي (Touch Neurology)” عام 2011.

المهارات الحركية والتوتر

يتطلب لعب الورق أمورًا كثيرة مثل “حمل” الأوراق و”رمي” الأورق وتحريكها بمختلف الطرائق حسب نوع اللعبة. بعبارة أخرى، تتطلب ألعاب الورق القيام بـ”حركات”، وهذه الحركات تتطلب جهدًا قد يجده البعض، وخاصة كبار السن، أمرًا صعبًا، فقد ترتعش يديه ولا يتمكن من إمساك الورق حتى. لذلك، يُعد لعب الورق إحدى “التمارين” أو الأساليب التي تُساعد في تحسين المهارات الحركية التي ذكرناها، ولا تنسَ أنّك تقوم بهذا التمرين وأنت مُستمتع ولا تشعر بالملل. وبالإضافة إلى ذلك، لعب الورق في نهاية المطاف هو… لعب! أي أنّك تسترخي وتضحك وتمرح، وكلّها عوامل تُساهم في تخفيف التوتر، خاصة عند اللعب مع الأصدقاء (لكن حذارِ من الهادئ الأبله الذي سيجعلك ضغط دمك مليون على ألف).

Comments